الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{كلأ} (ه) فيه <أنه نَهَى عن الكالِىء بالكالِىء> أي النَّسيئة بالنَّسيئة. وذلك أن يَشْتريَ الرَّجل شيئاً إلى أجَل، فإذا حَلَّ الأجَلُ لم يَجِد ما يَقْضِي به (في الهروي: <منه> )، فيقول: بِعْنيه إلى أجَلٍ آخر، بزيادة شيء، فيَبِيعهُ منه ولا يَجْرِي بينمها تَقابُض. يقال: كَلأَ الدَّيْن كُلُوءاً فهو كالِىء، إذا تأخَّر. ومنه قولهم: <بَلَغ اللّهُ بك أكْلأَ العُمْر> أي أطْوَله وأكَثره تَأخُّراً. وكَلأْتُه إذا أنْسَأتَه. وبعض الرُّواة لا يَهْمِز <الكالِىء> تخفيفاً. (س) وفيه <أنه قال لبلال وهو مُسافِرون: اكْلأْ لنا وَقْتَنا> الكِلاءة: الحِفْظُ والحِراسة. يقال كَلأَتُه أكْلَؤُهُ كِلاءَةً، فأنا كالِىءٌ، وهو مَكْلوءٌ، وقد تُخَفَّف همزة الكلاءة، وتُقْلَب ياء. وقد تكررت في الحديث. [ه] وفيه <لا يُمنَع فضلُ الماءِ لِيُمنَعَ به الكَلأَ> وفي رواية <فَضْلُ الكَلأ> الكَلأ: النَّبات والعُشْب، وسَواءٌ رَطْبُه ويابِسُه. ومعناه أنَّ البِئر تكون في البادِية ويكون قريباً منها كَلأَ؛ فإذا وَرَد عليها وارِدٌ فَغَلب على مائها ومَنَع مَن يأتي بعده من الاسْتِقاء منها (في الهروي: <بها> )، فهو بِمَنْعِه الماءَ مانعٌ من الكَلأ؛ لأنه مَتى وَرَدَ رجُلٌ بإبِله (في الأصل: <لأنه متى ورد عليه رجل بإبله> والمثبت من ا، واللسان. والذي في الهروي: <لأنه متى ورد الرجل بإبله> ) فأرْعاها ذلك الكَلأ ثم لم يَسْقِها قَتَلها العَطَش. فالذي يمنع ماء البِئر يَمْنع النَّباتَ القريبَ منه. (ه) وفيه <مَن مَشَى على الكَلاَّءِ قَذَفْناه في الماء> الكَلاَّء بالتشديد والمَدّ، والمُكَلأّ: شاطىء النَّهر والموضع الذي تُرْبَط فيه السُّفن. ومنه <سُوق الكَلاَّء> بالبَصْرة. وهذا مَثَل ضَرَبه لمن عَرّض بالقَذْف. شَبَّهَه في مقُارَبَته التَّصْريحَ بالماشِي على شاطِىء النَّهر، وإلْقاؤه في الماء: إيجاب القَذْف عليه وإلْزامُه بالحدّ (في الهروي: <وإلزامه الحدَّ> ). ومنه حديث أنس وذَكَر البَصْرة <إيَّاك وسِباخَها وكَلاءَها>. {كلب} * فيه <سيَخْرج في أمّتي أقوامٌ تَتَجارَى بهم الأهْواءُ كما يَتَجارَى الكَلَبُ بصاحبه> الكَلَب بالتحريك: داء يَعْرِض للإنسان من عَضِّ الكَلْب الْكَلِبِ، فيُصِيبُه شِبْه الجُنون، فلا يَعَضُّ أحداً إلاّ كَلِب، وتَعْرِض له أعْراضٌ رَدِيئة، ويَمْتَنِع من شُرْب الماء حتى يموت عَطَشاً. وأجَمَعت العَرب على أنَّ دَواءه قَطْرة من دَم مَلِك، تُخْلط بماء فيُسْقاه. ومنه حديث علي <كتَب إلى ابن عباس حين أخَذَ مال البَصْرة: فلما رأيتَ الزَّمان على ابْنِ عَمَّك قد كَلِبَ، والعَدُوَّ قد حَرِب> كَلِب أي اشْتدّ. يقال: كَلِب الدَّهُر على أهلِه: إذا ألَحَّ عليهم واشْتدّ. (س) ومنه حديث الحسن <إن الدينا لَّما فُتِحَت على أهلها كَلِبوا فيها أسْوَأَ الكَلَب وأنت تَجَشَّأ من الشِّبَع بَشَماً، وجارُك قد دَمِيَ فُوهُ من الجُوع كَلَباً> أي حِرْصاً على شيء يُصِيبه. وفي حديث الصَّيْد <إنَّ لي كِلاباً مُكَلَّبَةً فأفْتِني في صَيْدها> المُكَلَّبَة: المُسَلَّطة على الصيَّد المُعَوّدة بالاصْطِياد، التي قد ضَرِبت به. والمُكَلِّب، بالكسر: صاحِبُها والذي يَصْطاد بها. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث ذي الثُّدَيَّة <يَبْدُو في رأسِ ثَدْية شُعَيْراتٌ كأنها كُلْبةُ كَلْب> يعني مَخالِبه. هكذا قال الهروي. وقال الزمخشري: كأنها كُلْبَة كَلْب، أو كُلْبة سِنْور، وهي الشعر النابِت في جانبَيِ أنْفِه. (في الفائق 2/424: <خَطْمه> ) ويقال للشعر الذي يَخْرِزُ به الإسْكاف: كُلْبة. قال: ومَن فَسَّرَها بالمخَالِب نَظَراً إلى مَجِيء (في الفائق: <محني> وكأنه أشبه) الكَلاليب في مَخالِب البازِي فقد أبْعَد. وفي حديث الرُّؤيا <وإذا آخَرُ قائمٌ بكَلُّوبٍ من حَديد> الكَلُّوب، بالتشديد: حَديدة مُعْوَجَّة الرأس. (ه) ومنه حديث أُحُد <أنّ فَرَساً ذَبَّ بذَنَبه فأصاب كُلاَّبَ سَيفٍ فاسْتَلَّه> الكُلاَّبُ والكَلْب: الحَلْقَة أو المِسْمار الذي يكون في قائم السَّيف، تكون فيه عِلاقَتُه. وفي حديث عَرْفَجة <إنّ أنْفَه أصِيب يوم الكُلاَب فاتَّخَذ أنْفاً من فِضَّة> الكُلاَب بالضم والتخفيف: اسم ماءٍ، وكان به يومٌ معروف من أيّام العَرب بين البَصْرة والكوفة. {كلثم} (ه) في صفته عليه الصلاة والسلام <لم يكن بالمُكَلْثَم> هو من الوُجُوه: القَصِيرُ الحَنَك الدانِي الجَبْهة، المُسْتدير مع خِفَّة اللَّحم (الذي في الهروي: <المستدير الوجه، ولا يكون إلا مع كثرة اللحم> )، أراد أنه كان أسِيلَ الوجْه ولم يكن مُسْتديراً. {كلح} (س) في حديث علي <إنّ مِن وَرائِكم فِتَناً وبَلاَءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً> أي يُكْلِحُ الناس لِشدّتِه. والكُلُوح: العُبُوس. يقال: كَلَح الرجُلُ، وأكْلَحه الهَمُّ. {كلز} * في شعر حُمْيد بن ثور: فَحَمَّل الْهِمَّ (في ديوان حميد ص 77: <فحَمَّلَ (فحَمِّلِ) الهِمَّ> ) كِلاَزاً جَلْعَدَا * الكلاز: المُجْتَمع الخَلْق الشديدُةُ. واكلأَزَّ، إذا انْقبض وتَجَمَّع. ويُرْوَى <كنازاً> بالنون. {كلف} * فيه <اكْلَفُوا من العمل ما تُطِيقون> يقال: كَلْفِت بهذا الأمر أكْلَف به، إذا وَلِعْتَ به وأحْبَبْته. ومنه الحديث <أراك كَلِفْتَ بعِلم القُرآن> وكَلِفْتُه إذا تَحَمَّلْتَه. وكَلَّفه الشيء تَكْليفاً، إذا أمَره بما يَشُقّ عليه. وتَكَلَّفْتُ الشيء، إذا تَجَشَّمْتَه على مَشَقَّة، وعلى خلاف عادِتك. والمُتَكَلَّف: المُتَعَرِّض لِما لا يَعْنِيه. ومنه الحديث <أنا وأمَّتي بُرَآءُ من التَّكلُّف>. وحديث عمر <نُهِينا عن التَّكَلُّف> أراد كثرةَ السُّؤال، والبَحْثَ عن الأشياء الغامِضة التي لا يَجِب البَحْث عنها، والأخْذ بظاهر الشَّريعة وقَبُول ما أتَت به. (س) ومنه حديثه أيضاً <عثمانُ كَلِفٌ بأقارِبه> أي شديد الحُبِّ لهم. والكَلَف: الوُلُوع بالشيء، مع شُغْل قَلبٍ ومَشَقَّة. {كلل} [ه] قد تكررّ في الحديث ذِكْر <الكَلالة> وهو أن يموت الرجُل ولا يَدَع والِداً ولا وَلَداً يَرِثانه. وأصلُه: مِنْ تَكَلَّلة النَّسَب، إذا أحاط به. وقيل: الكَلالة: الوارِثون الذين ليس فيهم وَلَدٌ ولا والِد، فهو واقِعٌ على الميّت وعلى الوراث بهذا الشَّرط. وقيل (القائل هو القُتَيْبي، كما في الهروي): الأبُ والابْنُ طَرَفان للرجُل، فإذا مات ولم يُخَلِّفْهما فقد مات عن ذَهاب طَرَفَيه، فسُمّي ذَهابُ الطَّرَفين كَلالة. وقيل: كلُّ ما احْتَفَّ بالشيء من جَوانِبه فهو إكْلِيل، وبه سُمِّيت؛ لأنّ الوُرَّاثَ يُحِيطون به من جَوانبه. (ه) ومنه حديث عائشة <دَخَل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تَبْرُقُ أكاليلُ وجهِه> هي جمع إكْلِيل، وهو شِبْه عِصابة مُزَيَّنة بالجوهر، فَجَعَلت لِوَجْهه أكالِيلَ، على جِهة الاسْتِعارة. وقيل: أرادت نَواحي وجْهة، وما أحاط به إلى الجَبِين، من التَّكَلُّل، وهو الإحاطة؛ ولأن الإكْليل يُجْعَل كالحَلْقة ويُوضع هُنالِك على أعْلَى الرَّأس. ومنه حديث الاستسقاء <فنَظَرْت إلى المدينة وإنها لَفِي مِثْل الإكلِيل> يُريد أنَّ الغَيْم تَقَشَّع عنها، واسْتَدارَ بآفاقِها. (ه) وفيه <أنه نَهَى عن تَقْصِيص القُبور وتَكْلِيلها> أي رَفْعِها بِبِناء مِثل الكِلَلل، وهي الصَّوامِع والقِباب. وقيل: هو ضَرْب الكِلَّة عليها، وهي سِتْرٌ مُرَبَّع يُضْرب على القُبور. وقال الهروي: هو (لم يرد هذا القول في نسخة الهروي التي بين يديّ. ولعل الأمر التبس على المصنِّف، فوضع <الهروي> مكان <الجوهري> لأن هذا الشرح بألفاظه في الصحاح (كلل> سِتْر رَقِيق يُخاط كالبيت، يُتَوَقَّى فيه من البَقَّ. وفي حديث حُنين <فما زلت أرَى حَدَّهم كَلِيلاً> كَلَّ السَّيفُ يَكِلُّ كَلالاً فهو كَلِيل، إذا لم يَقْطَع. وطَرْفٌ كَلِيل، إذا لم يُحَقِّق المَنْظور. (س) وفي حديث خديجة <كَلاَّ، إنَّك لَتَحْمِل الكَلَّ> هو بالفتح: الثِّقَل مِن كل ما يُتَكلَّف. والكَلُّ: العِيال. ومنه الحديث <مَن تَرَك كَلاًّ فإلَيَّ وعليّ>. ومنه حديث طَهْفة <ولا يُوكَلُ كَلُّكُم> أي لا يُوكَل إليكم عِيالُكُم، وما لم تُطِيقوه. ويُرْوَى <أُكُلُكم> أي لا يُفْتات عليكم مالكُم. وقد تكرر في الحديث ذِكر <الكَلّ>. (س) وفي حديث عثمان <أنه دُخِل عليه فقيل له: أبِأمْرِك هذا؟ قال: كَلّ ذاك> أي بعضُه عن أمْري، وبعضُه بغير أمْرِي. موضوع <كل> الإحاطةُ بالجميع، وقد تَسْتعمل في معنى البعض، وعليه حُمِل قول عثمان، ومثله قول الراجز: قالت له وقَوْلُها مَرْعِيُّ ** إنَّ الشِّوَاء خَيْرُه الطَّرِيُّ وكُلُّ ذاك يَفْعل الوَصِيُّ * أي قد يَفْعل، وقد لا يَفْعل. {كلم} (ه) فيه <أعوذ بكَلِمات اللّه التامّات> قيل: هي القرآن، وقد تقدّمَت في حرف التاء. وفيه <سُبْحان اللّه عَدَدَ كَلِماته> كلماتُ اللّه: كلامُه، وهو صِفَتُه، وصِفاتُه لا تَنْحَصِر، فذِكْرُ العَدد ها هنا مَجازٌ، بمعنى المُبالَغة في الكَثْرة. وقيل: يحتمل أن يُريد عدد الأذْكار. أو عدد الأجور على ذلك، ونَصَب <عدداً> على المَصْدر. (ه) وفي حديث النساء <اسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهنّ بكلِمة اللّه> قيل: هي قوله تعالى <فإمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أو تَسْرِيحٌ بإحْسانٍ>. وقيل: هي إباحَةُ اللّه الزَّواجَ وإذْنُه فيه. وفيه <ذَهب الأوّلون لم تَكْلِمْهم الدينا من حَسَناتِهم شيئاً> أي لم تُؤَثَّر فيهم ولم تَقْدَح في أدْيانِهم. وأصْلُ الكَلْم: الجَرْح. ومنه الحديث <إنَّا نَقُوم على المَرْضَى ونُداوِي الكَلْمَى> هو جَمْع: كَلِيم، وهو الجَريح، فَعيل بمعنى مفعول. وقد تكرر ذِكره اسماً وفْعِلاً، مُفْرداً ومجموعاً. {كل} * فيه <تَقَع فِتَنٌ كأنها الظُّلَل، فقال أعرابي: كَلاَّ يا رسول اللّه> كَلاَّ: رَدْع في الكلام وتَنْبيه وزَجْر، ومعناها: انْتَهِ لا تَفْعل، إلاَّ أنها آكَدُ في النَّفْي والرَّدْع من <لا> لزيادة الكاف. وقد تَرِدُ بمعنى حقّاً، كقوله تعالى {كمأ} (س) فيه <الكَمْأة من المَنِّ، وماؤُها شِفاء لِلْعَين> الكَمْأة معروفة، وواحِدُها: كَمْءٌ، على غير قِياس. وهي من النَّوادِر، فإن القِياس العَكْس. {كمد} (س) في حديث عائشة <كانت إحْدانا تَأخُذ الماء بِيَدِها فتَصُبّ على رأسِها بإحْدى يَدْيها فتُكْمِدُ شِقَّها الأيْمَن> الكُمْدة: تَغَيُّر اللَّون. يقال: أكْمد الغَسَّالُ الثَّوبَ إذا لم يُنَقِّه. (س) وفي حديث جُبَير بن مُطْعِم <رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عاد سَعيدَ بن العاصِ فكَمَّدَه بخِرْقة> التَّكْميد: أن تُسَخَّن خِرْقَة وتُوضَع على الِعُضْوِ الوَجِع، ويَتابَع ذلك مرَّةً بعد مرة ليَسْكُن، وتلك الخِرْقَة: الكِمَادَةُ والكِماد. ومنه حديث عائشة <الكِمادُ مكانُ الكَيِّ> أي أنه يُبْدَل منه ويَسُدُّ مَسَدَّه. وهو أسْهَل وأهْوَن. {كمس} * في حديث قُسّ [في] (من ا، واللسان) تمْجيد اللّه تعالى <ليس له كَيْفِيَّةٌ ولا كَيْموسِيَّة> الكَيْموسِيَّة: عبارة عن الحاجة إلى الطَّعام والغِذاء. والكَيْمُوس في عبارة الأطِبَّاء: هو الطعام إذا انْهَضَم في المَعِدة قبل أن يَنْصرف عنها ويَصير دَماً، ويُسَمُّونه أيضاً: الكَيْلُوس. {كمش} (ه) في حديث موسى وشُعَيب عليهما السلام <ليس فيها فَشُوشٌ ولا كَمُوش> الكَموش: الصغيرة الضَّرْع، سُمِّيت بذلك لانْكِماش ضَرْعِها، وهو تَقَلُّصُه. وانْكَمَش في هذا الأمر: أي تَشَمَّر وجَدَّ. ومنه حديث علي <بادَرَ مِن وَجَلٍ، وأكْمَش في مَهَلٍ>. ومنه كتاب عبد الملك إلى الحجاج <فأخْرُجْ إليهما كَمِيشَ الإزارَ> أي مُشَمِّراً جادّاً. {كمع} (ه) فيه <أنه نَهى عن الْمكاَمَعة> هو أن يُضاجِعَ الرجُلُ صاحِبَه في ثَوْبٍ واحد، لا حاجِزَ بينهما. والكَمِيع: الضَّجيع. وزَوْجُ المرأة كَمِيعُها. {كمكم} (ه) في حديث عمر <أنه رَأى جارِيةً مُتَكَمْكِمة فسأل عنها> كَمْكَمْتُ الشيء، إذا أخْفَيْتَه. وتَكَمْكَم في ثَوْبه: تَلَفَّف فيه. وقيل: أراد مُتَكَمِّمَة، من الكُمَّة: القَلَنْسُوة، شُبِّه قِناعُها بها. {كمم} * فيه <كانت كِمامُ أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بُطحاً> وفي رواية <أكِمَّة> هُما جمْع كَثْرة وقلَّة للكُمَّه: القَلَنْسُوة، يعني أنها كانت مُنْبَطِحةً غيرَ مُنْتَصِبة. [ه] وفي حديث النُّعمان بن مُقَرِّن <فَلْيَثِبِ الرجالُ إلى أكِمَّة خُيولها> أراد مَخالِبها التي عَّلَقت في رؤوسها، واحدُها: كِمام، وهو من كِمام البَعير الذي يُكَمّ به فَمُه؛ لِئلا يَعَضَّ. وفيه <حتى يَيْبَسَ في أكمامِه> جمع: كِمّ، بالكسر. وهو غِلاف الثَّمر والحَبّ قبل أن يَظْهَر. والكُمُّ، بالضم: رُدْن القَمِيص. {كمن} (ه) فيه <فإنهما يُكْمِنان الأبْصار> أو <يُكْمِهان> الكُمنة: قَدَم في الأجفان. وقيل: يُبْس وحُمْرة. وقيل: قَرْح في المَآقِي. (س) وفيه <جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وأبو بكر فكَمِنا في بعض حِرار المدينة> أي اسْتَتَرا واسْتَخفيا. ومنه <الكَمِين> في الحَرْب. والحِرار: جمع حَرَّة، وهي الأرض ذات الحِجارة السُّود. {كمه} [ه] فيه <فإنهما يُكْمِهان الأبصار> الكَمَهُ: العَمَى. وقد كَمِه. وقد كَمِه يَكْمَه فهو أكْمَهُ، إذا عَمِيَ. وقيل: هو الذي يُولَد أعْمَى. {كما} (ه) فيه <أنه مرَّ على أبواب دُورٍ مُسْتَفِلة (في الهروي، والفائق 2/428: <مُتَسَفَّلة>) فقال: اكْمُوها> وفي رواية <أكِيمُوها> أي اسْتُروها لئلاّ تَقَع عُيُون الناسِ عليها. والكَمْوُ: السَّتْر. وأمّا <أكِيمُوها> فمعناه ارْفَعُوها لِئلاَّ يَهْجُمَ السَّيلُ عليها، مأخوذ من الكَوْمة، وهي الرَّمْلة المُشْرِفة. (ه) وفي حديث حذيفة <للدابَّة ثلاثُ خَرجات ثم تَنْكَمِي (في الهروي: <تتكمِّي> ) أي تَسْتَرِ. ومنه <قيل للشُّجاع: كَمِيّ> لأنه اسَتتر بالدِّرْع. والدابّة: هي دابّة الأرض التي هي من أشراطِ الساعة. ومنه حديث أبي اليَسَر <فجِئتهُ فانْكَمَي منَّي ثم ظَهر>. وقد تكرر ذِكر <الكَمِيِّ> في الحديث، وجَمعُه: كُمَاة. وفيه <مَن حَلَف بملَّةٍ غيرِ مِلة الإسلام كاذباً فهو كما قال> هو أنْ يقول الإنسان في يَمِينه: إن كان كذا وكذا فأنا كافِر، أو يَهُودِي، أو نَصْراني، أو بَرىء من الإسلام، ويكون كاذباً في قوله، فإنه يَصير إلى ما قاله من الكُفْر وغيره. وهذا وإن كان يَنْقَعِد به يَمينٌ (في ا: <تنعقد به اليمين> ) عند أبي حنيفة، فإنه لا يُوجِب فيه إلاَّ كَفَّارة اليمين. وأما الشافعيّ فلا يَعْده يميناً، ولا كفَّارة فيه عنده. وفي حديث الرؤية <فإنكم تَرَوْن ربَّكم كما تَرَوْن القَمَر ليلةَ البَدْر> قد يُخَيَّل إلى بعض السامعين أنَّ الكاف كاف التشبيه للْمَرئي، وإنما هي للرُّؤية، وهي فِعْل الرائي. ومعناه: أنكم تَرَوْن ربكم رؤية يَنْزاح معها الشك، كرُؤيَتَكم القمر ليلة البدر، لا تَرْتابون فيه ولا تَمْترون. وهذا الحديث والذي قبْله ليس هذا موضِعَهما؛ لأن الكاف زائدةٌ على <ما> وإنما ذكرناهما لأجْل لفَظْهِما. {كنب} * في حدث سعد <رآه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقد أكْنَبَت يَداه، فقال له: أكْنَبَت يداك؟ فقال: أُعالِج بالمُرّ والمِسْحاة فأخَذ بِيَده وقال: هذه لا تَمَسُّها النارُ أبداً> أكْنَبَت اليَدُ: إذا ثَخُنَت وغَلُظ جِلْدها وتَعَجَّرَ من مُعاناة الأشياء الشاقة. {كنت} (ه) فيه <أنه دَخَل المسْجدَ وعامّة أهلِه الكُنْتِيُّون> هم الشّيُوخ. ويَرِدُ مُبَيَنَّاً في الكاف والواو. {كنز} * في صفته عليه الصلاة والسلام في التوراة <بَعَثْتُك تَمْحُو المَعازِف والكَـِنَّارات هي بالفتح والكسر: العِيدان. وقيل: البَرابِطُ. وقيل: الطُّنْبُورُ. وقال الحربي: كان ينْبغي أن يقال <الكِرانات> فقُدِّمت النون على الراء. قال: وأظن <الكَرِان> فارِسياً مُعَرّباً. وسمعتْ أبا نصر يقول: الكَرينة: الضارِبة بالعُود، سُمِّيَت به لضَرْبها بالكِرَانِ. وقال أبو سعيد الضَّرِير: أحْسَبُها بالباء، جمع كِبار، وكِبَارٌ: جمع كَبَر، وهو الطّبْل، كَجَمَل وجِمالٍ وجِمالات. ومنه حديث علي <أُمِرْنا بكسر الكُوبة والكِنَّارة والشِّياع>. ومنه حديث عبد اللّه بن عَمْرو <إنَّ اللّه أنْزَلَ الحقَّ ليُبْدِل به المَزاهِر والكِنّارات>. (س) وفي حديث معاذ <نَهَى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن لبس الكِنَّار> هو شُقَّة الكَتَّان. كذا ذكره أبو موسى {كنز} * فيه <كلُّ مالٍ أُدّيَتْ زكاتُه فليس بكَنْز>. وفي حديث آخر <كلُّ مالٍ لا تُؤَدَّى زكاتُه فهو كَنْز> الكَنْز في الأصل: المالُ المَدْفُون تحت الأرض، فإذا أخْرِج منه الواجبُ عليه لم يَبْق كَنْزاً وإن كان مَكْنوزاً، وهو حُكْمٌ شَرعيٌّ، تُجُوِّز فيه عن الأصل. ومنه حديث أبي ذَر <بَشِّر الكَنَّازِين برَضْف من جهنم> هُم جَمْع: كَنَّاز، وهو المُبالِغ في كَنْز الذَّهب والفِضة، وادِّخارِهِما وتَرْك إنفاقِهِما في أبواب البِرِّ. ومنه قوله <لا حَولَ ولا قُوّةَ إلاّ باللّه كَنْزٌ من كُنوز الجنة> أي أجْرُها مُدّخَرٌ لقائلها والمُتَّصِف بها، كما يُدَّخَر الكَنز. (س) وفي شعر حُمَيد بن ثَور: فَحمَّل الهِمَّ (انظر حواشي "كلثم" و "كلز") كِنازاً جَلْعَدَاً * الكِناز: المُجْتَمِع اللَّحْم القَوِيُّة. وكل مُجْتمع مُكْتَنزِ. ويُرْوَى باللام. وقد تقدّم. {كنس} * فيه <أنه كان يَقْرأ في الصلاة بالجَوارِي الكُنَّس> الجَوارِي: الكَواكِب السَّيَّارة. والكُنَّس: جمع كانِس، وهي التي تَغِيب، مِن كَنَس الظّبْيُ، إذا تَغَيَّب واسْتَتر في كِناسِه، وهو الموضِع الذي يأوِي إليه. (س) ومنه حديث زياد <ثم اطْرُقوا وَراءكم في مَكانِس الرِّيَب> المَكانِس: جمع مَكْنَس، مَفْعَل من الكِنَاس. والمعنى: اسْتَتِروا في مواضع الرِّيبة. (س) وفي حديث كعب <أوّل مَن لَبِس القَباء سُليمان عليه السلام؛ لأنه كان إذا أدْخَل الرأسَ لِلُبْس الثياب كَنَّسَت الشياطين استِهْزاء> يقال: كَنَّس أنْفَه، إذا حرَّكَه مُسْتَزْئِاً، ورُوي: {كَنَّصَت} بالصاد. يقال: كنَّص في وَجْه فُلان إذا اسْتَهْزَأ به. {كنع} (س ه) فيه <أعوذ باللّه من الكُنُوع> هو الدُّنُوُّ من الذُّل والتَّخَضُّع للسُّؤال. يقال: كَنَع كُنُوعاً، إذا قَرُب ودَنا. (ه) ومنه الحديث <أنَّ امرأة جاءت تَحْل صبِيَّاً به جُنون، فَحَبس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الراحِلةَ ثم اكْتَنَع لها> (في الهروي والفائق 2/431: <إليها> ) أي دنَا منها. وهو افْتَعَل، من الكُنُوع. وفيه <إنَّ المُشركين يومَ أُحُد لَّما قَرُبوا من المدينة كَنَعُوا عنها> أي احْجَموا من الدخول إليها. يقال: كَنَع يَكْنَع كنُوعاً، إذا جَبُن وهَرَب، وإذا عَدَل. [ه] ومنه حديث أبي بكر <أتَتْ قافلةٌ من الحجاز فلما بلَغُوا المدينة كَنَعُوا عنها>. (س) وفي حديث عمر <أنه قال عن طلحةَ لّما عُرِض عليه للخِلافة: الأكْنَع، إن فيه نَخْوةً وكِبْراً> الأكْنَع: الأشَلُّ. وقد كَنِعَت أصابِعُه كَنَعاً، إذا تَشَنَّجَت وَيبِسَت، وقد كانت يدُه أصِيبَت يومَ أُحُد، لّما وَقَى بها رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فشَلَّت. (س) ومنه حديث خالد <لَّما انْتهى إلى العُزَّى ليَقْطَعَها قال له سادِنُها: إنَّها قاتِلَتُك، إنها مُكَنِّعَتُك> أي مُقَبِّضةٌ يَديك ومُشِلَّتُهما. (س) ومنه حديث الأحْنَف <كلُّ أمْرٍ ذي بالٍ لم يُبْدَأ فيه بحمد اللّهِ فهو أكْنَع> أي ناقِصٌ أبْتَر. والمُكَنَّع: الذي قُطِعَت يَداه. {كَنَف} (ه) فيه <إنه تَوَضَّأ فأدْخَل يَدَه في الإناء فكنَفَهَا وضَرَب بالماء وجْهَه> أي جَمَعَها وجعلها كالكِنْف، وهو الْوِعاء. (س) ومنه حديث عمر <أنه أعْطَى عِياضاً كِنْف الراعي> أي وِعاءه الذي يَجْعَل فيه آلَتَه. ومنه حديث ابن عَمْرو وزَوْجَته <لم يُفَتِّش لَنا كِنفاً> أي لم يُدْخِل يَده معها، كما يُدْخِل الرجُلُ يَده مع زَوْجته في دَواخِل أمْرِها. وأكثر ما يُرْوَى بفتح الكاف والنون، من الكَنَف، وهو الجانب، تَعْني أنه لم يَقْرَبْها. (س) ومنه حديث عمر <أنه قال لابن مسعود: كُنَيْفٌ مُلِىء عِلْماً> هو تَصْغير تَعْظيم للكِنْف، كقول الحُبَاب بن المُنْذِر: أنا جُذَيْلُها المُحَكَّك، وعُذَيْقُها المُرَجَّب. (س) وفيه <يُدْنَى المؤمنُ من ربه حتى يَضع عليه كَنَفه> أي يَسْتُره. وقيل: يَرْحَمه ويَلْطُف به. والكَنَف بالتحريك: الجانِب والناحِية. وهذا تمثيل لجَعْله تحت ظِلّ رحمته يومَ القيامة. (س) ومنه حديث أبي وائل <نَشَر اللّهُ كَنَفَه على المُسْلم يومَ القيامة هكذا، وتَعَطَّف بيده وكُمِّه> وجَمْعُ الكَنَف: أكْناف. (س) ومنه حديث جرير <قال له: أيْنَ مَنْزِلُك؟ قال [له] (سقط من ا، واللسان): بأكْنَاف بِيشَة> أي نَواحيها. وفي حديث الإفْك <ما كَشَفْتُ من كَنَف أنْثَى> يجوز أن يكون بالكَسْرِ من الأوّل؛ وبالفتح من الثاني. ومنه حديث علي <لا تَكُن للمسلمين كانِفَةً> أي ساترة والْهَاء للمُبالَغَة. وحديث الدعاء <مَضَوْا على شاكِلَتِهم مُكَانِفِين> أي يَكْنُف بعضُهم بَعْضاً. وحديث يحيى بن يَعْمَر <فاكْتَنَفْتُه أنا وَصاحبي> اي أحَطْنا به من جانِبَيه. ومنه الحديث <والنَّاس كَنَفَيْه> وفي رِواية <كَنَفَتَيْه>. وحديث عمر <فَتَكَنَّفَه الناسُ>. (س) وفي حديث أبي بكر حين اسْتَخْلَف عُمَر <أنه أشْرَف من كَنِيفٍ فكَلَّمَهم> أي من سُتْره. وكُلُّ ما سَتَر من بِنَاء أو حَظِيرة، فهو كَنِيف. (س) ومنه حيث كعب بن مالك وابن الأكوع: تَبيتُ بَيْن الزَّرْب (الزِّرْب) والكَنِيفِ * أي المَوْضع الذَّي يَكْنِفُها ويَسْتُرها. وفي حديث عائشة <شَقَقْن أكْنَفَ مُروطِهنّ فاخْتَمرنَ به> أي أسْتَرها وأصْفَقَها. ويُروَى بالثَّاء المثلَّثة. وقد تقدّم. وفي حديث أبي ذَر <قال له رجُل: ألاَ أكُونُ لك صاحِباً أكنِف راعِيَك وأقْتَبِس منك> أي أُعِينُه وأكُونُ إلى جانبه، أو أجْعَله في كَنَف. وكَنَفْت الرجُل، إذا قمتَ (في الأصل: <أقمت> والتصحيح من ا) بأمْرِه وجَعَلته في كَنَفِك. وفي حديث النَّخَعِيّ <لا يُؤخذ في الصَّدقة كَنُوف> هي الشاة القَاصِية التي لا تَمْشِي مع الغَنم. ولَعَلَّه أراد لإِتْعابها المُصَدِّقَ باعْتِزالها عن الغَنَم، فهي كالمُشَيَّعة المَنْهِيِّ عنها في الأضاحي. وقيل: ناقةٌ كَنُوف: إذا أصابها البَرْدُ، فهي تَسْتَتِر بالإبل. {كنن} * في حديث الاستسقاء <فلَّما رأى سُرْعَتَهم إلى الْكِنّ ضَحِك> الكِنُّ: ما يَرْدّ الحَرَّ والبَرْد من الأبِنَية والمساكن. وقد كَنَنْتُه أكُنُّه كَنَّا، والاسْم: الكِنُّ. (س) ومنه الحديث <على ما اسْتَكنَّ> أي اسْتَتر. (س) وفي حديث أُبيِّ <أنه قال لعمر والعباس وقد استأذنا عليه: إنَّ كَنَّتَكُما كانت تُرجِّلُني> الكَنَّة: امْرأة الابْن وامْرَأة الأخ، أراد امْرَأتَه، فَسَّماها كَنَّتَهما؛ لأنهُ أخُوهُما في الإسلام. ومنه حديث ابن عباس <فَجاء يَتَعاهد كَنَّتَه> أي امْرَأة ابْنه. {كنه} (س) فيه <مَن قَتَل مُعاهداً في غير كَنْهه> كُنْهُ الأمْر: حَقيقته. وقيل: وَقْته وقَدْرُه. وقيل: غايَتُه. يعني مَن قَتَله في غيْرِ وَقْته أو غايةِ أمْرِه الذي يجوز فيه قَتْلُه. ومنه الحديث <لا تَسْألِ (ضبط في الأصل بضم اللام. وضبطته بالكسر من ا، واللسان) المرأةُ طلاقَها في غيْرِ كُنْهِه> أي في غَيْر أن تَبْلُغ من الأذَى إلى الغاية التي تعُذَر في سُؤال الطَّلاق مَعَها. {كنهور} * في حديث علي <وَمِيضُه في كَنَهْوَرِ رَبابِه> الكَنَهْوَر: العَظِيم من السَّحاب. والرَّباب: الأبيَض منه. والنُّون والواوُ زائدتان. {كنا} (س) فيه <إنَّ للِرُّؤيا كُنَى، ولها أسْماءٌ، فكَنُّوها بكُنَاهَا، واعتَبرُوها بأسمائها> الكُنيَ: جَمْع كَنْيَة، من قولك: كَنَيْتُ عن الأمر وكنوتُ عنه، إذا وَرّيْتَ عنه بغيره. أرادَ: مَثِّلُوا لَها مِثَالاً إذا عَبَرْتُموها. وهي الَّتي يَضْرِبُها مَلَكُ الرُّؤيا للرجُل في مَنامِه؛ لأنه يَكْنِي بها عن أعْيان الأمور، كَقَولهم في تَعِبِير النَّخل: إنَّها رِجالٌ ذَوُو أحْسَاب من العَرب، وفي الجَوْزِ: إنَّها رجالٌ من العَجم، لأنَّ النخل أكْثر ما يكون في بلاد العَرب، والجَوْز أكثر ما يكون في بلاد العَجَم. وقوله <فاعْتَبِرُوها بأسْمَائها> أي اجْعَلوا أسْمَاء ما يُرَى في المَنام عِبْرةً وقياساً، كأن رَأى رجُلاً يُسَمَّى سالماً فأوّلَه بالسَّلامة، وغانِماً فأوّلَه بالغَنِيمة. وفي حديث بعضهم <رأيت عِلْجاً يوم القادِسِيَّة وقد تَكَنَّى وتَحَجَّى> أي تَسَتَّر، مِن كَنَى عنه، إذا ورَّى، أو من الكُنْيَة، كأنه ذكَر كُنِيَتَه عند الحَرْب ليُعْرف، وهُو من شِعَار المُبارِزِين في الحَرْب. يقول أحدهم: أنا فُلان، وأنا أبو فُلان. ومنه الحديث <خُذْها مِنِّي وأنا الغُلاَم الغِفارِيّ>. وقول علي: <أنا أبو حَسنٍ القَرْمُ>. {كوب} (ه) فيه <إنَّ اللّهَ حَرَّم الخَمْرَ والكُوبة> هي النَّرْد. وقيل: الطَّبْل. وقيل: البَرْبَط. (س) ومنه حديث علي <أُمِرْنا بَكَسْر الكُوبة والكِنَّارة والشِّيَاع>. <كوث> (س) في حديث علي <قال له رجل: أخبرنِي يا أمير المؤمنين عن أصْلِكم مَعاشِرَ قريش، فقال: نحن قومٌ من كُوثَي> أراد كُوثَي العِراق، وهي سُرَّة السَّواد، وبها وُلد إبراهيم الخليل، عليه الصلاة والسلام. وفي حديثه الآخر <مَن كان سائِلاً عن نَسَبِنا فإنَّا قَوْمٌ مِنْ كُوثَي> وهذا منه تَبَرُّؤٌ مِن الفَخْر بالأنْساب، وتحقيقٌ لقوله تعالى <إنّ أكْرمَكُم عِنْدَ اللّهِ أتقاكُم>. وقيل: أراد كُوثي مَكَّة، وهي مَحَلَّة عبد الدار. والأوّل أوجَه، ويَشْهَد له: (س) حديث ابن عباس <نحن مَعاشِر قريش حَيٌّ من النَّبَط من أهل كُوثَي> والنَّبَط من أهل العراق. ومنه حديث مجاهد <إنَّ من أسْماء مكةَ كُوثَي>. {كوثر} (س) فيه <أُعْطِيتُ الكَوثَرَ> وهو نَهْر في الجنة. قد تكرر ذكره في الحديث، وهو فَوْعَل من الكَثْرة، والواوُ زائدة، ومعناه: الخَيْر الكثير. وجاء في التفسير: أنَّ الكَوثر: القُرآن والنُّبُوة، والكوثر في غير هذا: الرجُل الكثير العَطاء. {كودن} * في حديث عمر <إنَّ الخَيل أغارت بالشام فأدْرَكَت العِرَابُ من يَوْمَها، وأدْرَكَت الكَوادِنُ ضُحَى الغَد> هي البَراذينُ الهُجْن. وقيل: الخَيْل التُّرْكِيَّة، واحدها كَوْدَن. والكَوْدَنَة في المَشْيِ: البُطْء. {كوذ} (س) فيه <أنه ادّهَن بالكاذِيّ> قيل: هو شجرٌ طيِّب الريح يُطَيَّب به الدُّهْن، مَنْبَتُه ببلاد عُمانَ، وألِفُه مُنْقَلِبة عن واوٍ. كذَا ذَكره أبو موسى. {كور} (ه) فيه <أنه كان يَتَعَوّذ من الحَوْر بعد الكَوْر> أي من النُّقصان بعد الزيادة. وكأنه من تَكْوِير العمامة: وهو لَفُّها وجَمْعُها. ويُرْوَى بالنون. وفي صفة زَرْع الجنة <فيُبَادِرُ الطَّرْف نَباتُه واسْتَحْصاده وتَكْوِيرُه> أي جَمْعه وإلْقاؤه. (س) ومنه حديث أبي هريرة <يُجاء بالشمس والقمر ثَوْرَيْن (في الأصل: <نُورَين> تصحيف، كما أشار المصنف) يُكَوّران في النار يومَ القيامة> أي يُلَفَّان ويُجْمعان ويُلْقَيان فيها. والرِوَاية <ثَوْرَين> بالثاء، كأنهما يُمْسَخان. وقد رُوِي بالنون، وهو تصحيف. وفي حديث طَهْفَة <بأكْوار المَيْس، تَرْتَمي بنا العيسُ> الأكْوارُ: جمع كُور، بالضم، وهو رَحْل الناقة بأداتِه، وهو كالسَّرْج وآلَتِه لِلْفرس. وقد تكرر في الحديث مُفْرَداً ومجموعاً. وكثير من الناس يَفتح الكاف، وهو خَطَأ. (س) وفي حديث علي <ليس فيما تُخْرِج أكْوارُ النَّحْل صَدَقة> واحدها: كُور، بالضم، وهو بَيْت النَّخْل والزَّنابير، والكُوَارُ والكُوارةَ: شيء يُتَّخَذ من القُضْبان للنَّحل يُعْسِّل فيه ، أراد: أنه ليس في العَسل صَدقةٌ. {كوز} (ه) في حديث الحسن <كان مَلِكٌ من ملوك هذه القَرْية يَرى الغُلامَ من غلْمانِه يأتِي الحُبَّ فَيكتاز منه، ثم يُجَرْجِرُ قائماً فيقول: يا لَيْتني مِثلك، يا لها نِعْمةً تُؤكْل (هكذا في الأصل. وفي ا، واللسان <تأكُل> وقد تقدم في مادة (سرح): <تَشْرَب> ) لَذَّةً وتَخْرج سُرُحاً> يَكْتاز: أي يَغْتَرِف بالكُوزِ. وكان بهذا المَلِك أُسْرٌ، وهو احْتِباس بَوْله، فتمَنَّى حال غُلامِه. {كوس} (ه) في حديث سالم بن [عبد اللّه بن] (تكملة من الفائق 2/435) عمر <أنه كان جالساً عند الحجَّاج، فقال: ما نَدِمْت غلى شيء نَدمِي على ألاّ أكون قَتَلتُ ابنَ عُمَر، فقال له سالم: أما واللّه لو فَعَلْتَ ذلك لَكَوَسّك اللّه في النار أعْلاك أسْفَلَك> أي لَكَبَّك الله فيها، وجعل أعلاك أسْفَلك، وهو كقولهم: كَلَّمتُه فاهُ إلى فيَّ، في وقُوعه مَوْقِع الحال. (س) وفي حديث قَتادة، ذَكَر أصحاب الأيْكة فقال: <كانوا أصحابَ شجرٍ مُتكاوِس> أي مُلْتَفّ مُتَراكِب. ويُروَى <مُتَكادِس> وهو بمعناه. {كوع} (ه) في حديث ابن عمر <بَعَث به أبوه إلى خَيْبر فقاسمهم (في الأصل، ا <وقاسمه> والتصحيح من اللسان، والهروي، والفائق 2/434. غير أن رواية اللسان: <وقاسمهم الثمرة> ورواية الهروي: <فقاسمهم التمر> ) الثَّمرة فسَحَروه، فَتَكَوَّعَت أصابِعُه> الكَوَع بالتحريك: أن تَعْوَجَّ اليَدُ من قِبَل الكُوع، وهو رأس اليَد ممَّا يَلي الإبْهام، والكُرْسوعُ: رأسُه مما يلي الخِنْصَر. يقال: كَوِعَتْ (ضبط في الأصل: <كَوَّعَتْ> وأثبت ضبط الهروي. قال صاحب القاموس: <كَوع كفَرِح> ) يدُه وتَكَوّعَت، وكَوَّعَة: أي صَيَّر أكْواعه مُعْوَجَّة. وقد تكرر في الحديث. (س) وفي حديث سَلَمة بن الأكْوع <يا ثَكِلَتْه أمُّه، أكْوَعُهُ بُكْرَة> (أكوعه، برفع العين، أي أنت الأكوع الذي كنت بكرة هذا النهار. وبكرة: منصوب غير منون. قال الإمام النووي: <قال أهل العربية: يقال: أتيته بكرةً، بالتنوين، إذا أردت أنك لقيته باكراً في يوم غير معين. قالوا: وإن أردت بكرة يوم بعينه قلت: أتيته بكرةَ؛ غير مصروف لأنها من الظروف غير المتمكنة> شرح النووي على مسلم (باب غزوة ذي قرد من كتاب الجهاد والسير) 12/181) يعني أنت الأكْوع الذي قد تَبِعَنا بُكْرة اليوم؛ لأنه كان أوّل ما لحقهم صاح بهم <أنا ابن الأكْوَع، واليومَُ يومُ الرُّضَّع> فلما عاد قال لهم هذا القول آخر النهار، قالوا: أنتَ الذي كنتَ معنا بُكْرة؟ قال: نعم، أنا أكْوَعُك بُكْرَة. ورأيتُ الزمخشري قد ذكر الحديث هكذا <قال له المشركون: بِكْرُة أكْوَعَه (لم يرد هذا القول في الفائق 1/588 والضبط المثبت من: ا> ) يَعْنُون أنَّ سَلَمة بِكْرُ الأكْوَعِ أبيه. والمَرْوَيّ في الصحيحين ما ذَكرناه أوّلاً. {كوف} (س) في حديث سعد <لَّما أراد أن يَبْني الكُوفة قال: تَكَوَّفُوا في هذا الموضع> أي اجْتَمِعوا فيه، وبه سُمِّيت الكُوفة. وقيل: كان اسْمُها قديماً: كُوفان. {كوكب} (س) فيه <دَعا دَعْوة كَوْكَبَيَّة> قيل: كَوْكَبَيِّة: قَرْية ظَلَم عَامِلُها (وكان عاملاً لابن الزبير. كما في معجم البلدان لياقوت 7/301) أهلَها فَدَعوا عليه فلم يَلْبَث أنْ مات فصارت مثلاً. (س) وفيه <أنَّ عثمان دُفنَ بِحْشّ كَوْكَب> كوكب: اسم رجُل أُضِيف إليه الْحِشّ وهو البُسْتان. وكَوْكَب أيضاً: اسم فَرَس لرجُل يَطوفُ عليه بالبيت فكُتِب فيه إلى عُمر، فقال: امْنَعُوه. {كوم} (ه) فيه <أعْظَمُ الصَّدقة رِباط فَرَس في سبيل اللّه، لا يُمْنَع كَوْمُه> الكَوْمُ بالفتح: الضِّراب. وقد كامَ الفَرَس أُنْثَاه كَوْماً. وأصل الكَوْم: من الارتفاع والعُلُوّ. (ه) ومنه الحديث <إنَّ قَوْماً من المُوَحِّدين يُحْبَسون يوم القيامة على الكَوْم إلى أن يُهَذَّبُوا> هي بالفتح: المَواضع المُشْرِفة، واحدها: كَوْمة. ويُهَذَّبُوا: أي يُنَقَّوا من المَآثم. ومننه الحديث <يَجِيء (في ا: <نجيء> ) يوم القيامة على كَوْم فوقَ الناس>. ومنه حديث الحَثِّ على الصدقة <حتى رأيتُ كَوْمين من طَعام وثِياب>. (س) وحديث علي <أنه أُتِيَ بالمال فكَوّم كَوْمةً من ذَهَب، وكَوْمة من فضة، وقال: يا حَمْراء احْمَرّي، ويا بَيْضاء ابْيَضِّي، غُرِّي غيري، هذا جَنَاَيَ وخِياَرُه فيه، إذْ كُلُّ جانٍ يَدْه إلى فيه> أي جَمَع من كل واحد منهما صُبْرة ورَفَعها وعَلاَّها. وبعضهُم يَضم الكاف. وقيل: هو بالضم اسمٌ لما كُوِّم، وبالفتح اسمٌ للفَعْلة الواحدة. (ه) وفيه <أنه رَأى في إبل الصَّدقة ناقةً كَوْماء> أي مُشْرفةَ السَّنام عاليَتَه. ومنه الحديث <فَيأتي منه بناقَتَين كَوْماوَين> قَلَب الهمزة في التَّثْنية واواً. وفيه ذكْر <كوم عَلْقام> وفي رواية <كُوم علْقماء> هو بضم الكاف: موضع بأسْفل دِيار مِصْر. {كون} (س) فيه <مَن رآني في المنام فقد رآني، فإنَّ الشيطان لا يَتَكوَّنُني> وفي رواية <لا يَتَكوّن في صُورِتي> أي يَتَشَبَّه بي ويَتَصوّر بصُورتي. وحقيقته: يَصِير كائِناً في صُورتِي. وفيه <اعُوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْن> الكَون: مصدر <كان> التامَّة. يقال: كان يكون كَوْناً: أي وُجِدَ واسْتَقرّ: أي أعوذ بك من النَّقْص بعد الوجُود والثَّبات. ويُروَى بالراء. وقد تقدّم. وفي حديث تَوْبَةِ كعب <رأى رجُلاً يَزُول به السَّراب، فقال: كُن أبا خَيْثَمة> أي صِرْ: يقال للرجُل يُرَى من بَعِيد: كُنْ فُلاناً، أي أنتَ فلانٌ، أو هو فلان. (ه) ومنه حديث عمر <أنه دَخل المسجد فرَأى رجُلاً بَذَّ الهَيْأة، فقال: كُنْ أبا مُسلم> يعني الخَوْلانيَّ. وفيه <أنه دَخل المسجد وعامَّةُ أهلهِ الكُنْتِيُّون> هُمُ الُّشيوخ الذين كانوا يقولون: كُنَّا كذا، وكان كذا، وكنتَ كذا. فكأنه منسوب إلى كنت. يقال: كأنك واللّه قد كنتَ وصِرْتَ إلى كان وكنت: أي صِرْتَ إلى أنْ يقال عنك: كان فُلان، أو يقال لك في حال الهَرَم: كنت مَرَّة كذا، وكنت مرّة كذا. {كوى} (ه) فيه <أنه كَوى سَعْد بن مُعاذ ليَنْقطِع دَمُ جُرْحِه> الكَيُّ بالنار من العِلاج المعروف في كثير من الأمراض. وقد جاء في أحاديث كثيرة النَّهْيُ عن الكَيُّ، فقيل: إنما نَهَى عنه من أجْل أنهم كانوا يُعَظِّمون أمْرَه، ويَرَون أنه يَحْسِمُ الداء، وإذا لم يُكْوَ العُضْوُ عَطِبَ وبَطَلَ، فَنهاهم إذا كان على هذا الوجْه، وأباحَه إذا جُعِل سَبَباً للشِّفاء لا عِلَّة له، فإنَّ اللّه هو الذي يُبْرِئه ويَشْفِيه، لا الْكَيُّ والدَّواء. وهذا أمر تَكْثُر فيه شُكوك الناس، يقولون: لَوْ شرب الدَّواء لم يَمُت، ولو أقام بِبلدِه لم يُقْتَل. وقيل: يَحتمِل أن يكون نَهْيُه عن الكَيّ إذا اسْتُعِمل على سبيل الاحْتِراز من حُدوث المَرض وقبل الحاجة إليه، وذلك مكروه، وإنما أُبيح للتَداوِي والعِلاج عند الحاجة. ويجوز أن يكون النهيُ عنه من قَبِيل التَّوكُّل، كقوله: <هم الذين لا يَسْتَرْقُون، ولا يَكْتَوُون، وعلى ربِّهم يَتَوَكلَّون> والتَّوكُّل درجة أخْرَى غير الجَوازِ. واللّه أعلم. (ه) وفي حديث ابن عمر <إنّي لأَغْتَسِل قبلَ امْرأتِي ثم أتَكوَّي بها> أي أسْتَدْفِىء بِحرِّ جِسمِها، وأصلُه من الكَيِّ. {كهر} (ه) في حديث معاوية بن الحَكَم السُّلَمِيَ <فبِأبِي هو وأُمِّي، ما ضَرَبَنِي وَ لاَ شَتَمنِي ولا كَهَرني> الكَهْر: الانْتِهار. وقد كَهَره يَكْهَرُه، إذا زَبَره واسْتَقْبله بوَجْهٍ عَبُوس. وفي حديث المَسْعَى <أنهم كانوا لا يُدَعُّون عنه ولا يُكْهَرون> هكذا يُرْوَى في كُتُب الغريب، وبعضِ طُرُق مُسلم. والذي جاء في الأكْثر (انظر شرح النووي على مسلم (باب استحباب الرَّمَل في الطواف والعمرة. من كتاب الحج) 9/12) <يُكْرَهون> بتقديم الراء، من الإكْراه. {كهكة} (ه) في حديث الحَجّاج <أنه كان قَضِيراً أصْعَرَ (في ا: <أصغر> وفي اللسان، نقلاً عن الهروي: <أصفر> وعن ابن الأثير: <أصعر> والمثبت في الأصل، وهو الصواب. وانظر ص 31 من الجزء الثالث) كهاكِهاً (في الهروي: <كُهاهَةً> وفي اللسان نقلاً عن الهروي: <كُهَاكِهَةً> ) > هو الذي إذا نَظَرت إليه رأيتَه يَضْحَك، وليس بِضاحِك، من الكَهْكَهة: القَهْقهة. {كهل (وضعت المواد في الأصل، ا هكذا (كهر. كهل. كهول. كهكة. كهم. كهن) وقد رتبتها على طريقة المصنِّف في إيراد الموادّ على ظاهر لفظها. وهي الطريقة التي شاعت في الكتاب كله)} (ه) في فضل أبي بكر وعمر <هذانِ سَيّدَا كُهُولِ أهل الجنة> وفي رواية <كُهول الأوَلين والآخِرين> الكَهْل من الرِجال: مَن زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين. وقيل: من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين. وقد اكْتَهل الرجل وكاهَل، إذا بَلَغ الكُهولة فصار كَهْلاً. وقيل: أراد بالكَهل ها هنا العاقِلَ: أي أن اللّه يُدْخِل أهلَ الجنةِ الجنةَ حُلَماءَ عُقَلاء. [ه] وفيه <أنّ رجلاً سالَه الجِهاد معه، فقال: هَلْ في أهْلِك مِن كاهِل> يُروى بكسر الهاء على أنه اسم، وبِفَتْحها على أنه فعْل، بِوَزن ضارِبٍ، وضارَبَ، وهما من الكُهولة: أي هل فيهم مَن أسَنَّ وصار كَهْلاً؟ كذا قال أبو عُبَيد وردّه (في ا: <وردَّ> ) عليه أبو سعيد الضَّرير، وقال: قد يَخْلُف الرجلَ في أهلهِ كَهْلٌ وغيرُ كَهل. وقال الأزهري: سَمِعْت العرب تقول: فلانٌ كاهِلُ بني فلان: أي عُمْدتهم في الُملِمَّات وسَنَدُهم (وفي الهروي: <وسيِّدهم> ) في المُهِمَّات. ويقولون: مُضَرُ كاهِل العرب، وتَميم كاهِلأ مُضَر. وهو مأخوذ من كاهِل البَعير (في الهروي، واللسان <الظَّهْر> )، وهو مُقَدَّم ظَهْره، وهو الذي يكون عايه المَحْمِلُ. وإنما أراد بقوله: هل في أهْلِك مَن تَعْتمِد عليه في القِيام بأمْرِ مَن تَخْلُف من صِغارِ وَلَدك؟ لئلاّ يَضِيعوا، ألا تَراه قال له: <ما هُم إلاَّ أُصَيْبِيَةٌ (في الهروي: <صِبْية> ) صِغار> فأجابه وقال: <ففِيهم فجاهِدْ>. وأنكَر أبو سعيد الكاهل، وزَعم أنَّ العرب تقول للذي يَخْلُف الرجلَ في أهله ومالِه: كاهِنٌ، بالنون. وقد كهَنَه يكْهُنُه كُهُوناً. فأمَّا أن تكون اللام مُبْدَلة من النون، أو أخْطَأ السامعُ فظَنَّ أنه باللام. (س) وفي كتابه إلى اليمن في أوقات الصلاة <والعِشاءُ إذا غاب الشَّفَقُ إلى ان تَذْهب كَواهِلُ الليل> أي أوائِلُه إلى أوْساطه، تشبيهاً لِلَّيل بالإبِل السائرة التي تتقدّم أعْناقُها وهَواديِها، ويَتْبَعها أعْجازُها وتَوالِيها. والكَواهِل: جَمْع كاهِل وهو مُقَدّم أعْلى الظّهْر. ومنه حديث عائشة <وقَرّرَ الرُّؤوسَ على كَواهِلها> أي أُثْبَتَها في أماكِنها، كأنها كانت مُشْفِيةً على الذَّهاب والهَلاك. {كهم} (س) في حديث أسامة <فَجعل يَتَكَهَّم بهم> التَّكَهُّم: التَّعَرّض للشَّرّ والاقِتحام فيه. وربما يَجْرِي مَجْرى السُّخْرية، ولعلَّه - إن كان محفوظاً - مقلوب من التَّهَكُّم، وهو الاسْتِهْزاء. (س) وفي مَقْتَل أبي جهل <إنَّ سَيفَك كَهامٌ> أي كَلِيلٌ لا يَقْطع. {كهن} (س) فيه <نَهى عن حُلْوان الكاهن> الكاهِنُ: الذي يَتَعاطَى الخَبَر عن الكائِنات في مُسْتَقْبَل الزمان، ويَدَّعي معرفة الأسْرار. وقد كان في العرب كَهَنة، كَشِقّ، وسَطِيح، وغيرِهما، فمنهم من كان يَزْعمُ أنّ له تابِعاً من الجِنّ ورَئِيّاً يُلْقى إليه الأخْبار، ومنهم من كان يَزْعمُ أنه يَعْرِف الأمور بمُقَدِّمات أسْباب يَسْتَدلُّ بها على مَواقِعها من كلام مَن يَسأله أو فِعْلِه أو حاله، وهذا يَخُصُّونه باسم العَرَاف، كالذي يَدَّعِي معرفة الشيء المَسْروق، ومكان الضَّالَّة ونحوهما. والحديث الذي فيه <مَن أتَى كاهِناً> قد يَشْتَمِل على إتْيان الكاهِن والعَرّاف والمُنَجِّم. وجَمْعُ الكاهِن: كَهَنةٌ وكُهَّان. ومنه حديث الجنين <إنما هذا من إخْوانِ الكُهَّان> إنما قال له ذلك مِن أجْل سَجْعه الذي سَجَع، ولم يَعِبْه بمُجَرَّد السَّجْع دون ما تَضَمَّن سَجْعه من الباطل، فإنه قال: كيف نّدِي مَن لا أكَلَ ولا شَرِب ولا اسْتَهلّ، ومِثْل ذلك يُطَلّ. وإنما ضرَبَ المثَلَ بالكُهَّان؛ لأنهم يُرَوِّجُون أقاوِيلَهم الباطِلة بِأسْجاعٍ تَرُوق السَّامِعِين، فَيَسْتَمِيلون بها القلوب، ويَسْتَصْغُون إليها الأسماع. فأمَّا إذا وُضِع السَّجْع في مَواضِعه من الكلام فَلاَ ذَمَّ فيه. وكيف يُذَمُّ وقد جاء في كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كثيراً. وَقد تكرر ذكره في الحديث، مُفْرداً وَجَمعاً، واسْماً وفِعْلاً. وفيه <أنه قال: يَخْرُج من الْكاَهِنَيْن رجُلٌ يَقْرأ القرآن لاَ يَقْرأ أحَدٌ قِرَاءتَه> قِيل: إنَّه محمد بن كَعْب القُرظِيّ. وكان يُقَال لِقُرَيْظة والنَّضِير: الكاهِنَان، وهما قَبِيلاَ اليَهُود بالمدينة، وهُم أهل كِتاَب وفَهْم وعِلْم، وكان محمد بن كعب مِن أوْلاَدهم. والعرَب تُسَمِّي كلَّ من يَتعاطَى عِلْماً دَقيقاً كاهِناً. ومنهم من كان يُسَمِّي المُنَجِّم والطَّبيب كاهناً. {كهول} [ه] في حديث عمرو <قال لمعاوية: أتَيْتُك وأمْرُك كَحُقِّ الكَهُول> هذه الَّلفْظة قد اخْتُلِف فيها، فرَواها الأزهري بفتح الكاف وضم الهاء، وقال: هي العَنْكَبوت. ولم يُقَيَّدها القُتْيبي. ويُرْوَى <كحُقِّ الكَهْدَل> بالدال بدل الواو. وقال القُتَيْبي: أمَّا حُقّ الكَهْدَل فلم أسْمَع فيه شيئاً مَّمن يُوثَق بعِلمه، بَلَغنِي أنه بَيْت العنكبوت. ويقال: إنه ثَدْيُ العجوز. وقيل: العجوز نفْسها، وحُقُّها: ثَدْيها. وقيل غير ذلك. {كهه} (س) فيه <أنَّ مَلَك المَوْت قال لمُوسى عليه السلام وهو يُريد قَبْضَ رُوحه: كُهَّ في وَجْهي، فَفَعل فَقَبض رُوحَه> أي افْتَح فَاك وَتَنَفَّسْ. يقال: كَهَّ يَكُهُّ. وكُهَّ يا فُلان: أي أخْرِج نَفَسك. ويُرْوَى <كَهْ> بهَاء واحِدة مُسكَّنَة، بوَزن خَفْ وهو من كاَهَ يَكَاه، بِهَذا المْعنى. {كها} (ه) في حديث ابن عباس <جاءتْه امْرأةٌ فقالت: في نَفْسي مَسْألة وأنَا أكْتهِيك أنْ أشَافِهَك بها، فقال: اكْتُبِيها في بِطَاقَة> (جاء في الهروي: <ويُروى: <في نطاقة> الباء تبدل من النون> وانظر ص 136 من الجزء الأول) أي أُجِلُّك وأحْتَشِمُك، من قَولِهم للِجَبَان: أكْهَى، وقد كَهِيَ يَكْهَى، واكْتَهى؛ لأنَّ المُحتَشِم تَمنَعه الهَيْبَةُ عَن الكلام. {كيت} (س) فيه <بِئْسَ ما لأحَدِكم أن يقول: نَسِيتُ آيَة كَيْتَ وكَيْتَ> هي كِناية عن الأمْر، نَحو كذا وكذا. قال أهل العَربِيَّة: إنَّ أصْلَها <كَيَّة> بالتشديد، وَالتاء فيها بَدل من إحْدَى اليَاءين، وَالهاءُ التي في الأصْل محْذُوفَة. وقد تُضمُّ التاء وتُكْسَر. {كيح} (س) في قِصَّة يونس عليه السلام <فَوجَدُه في كِيحٍ يُصَلِّي> الْكِيح بالكسر، والْكَاحُ: سَفح الجَبلِ وسَنَده. {كيد} [ه] فيه <أنه دَخَل على سَعْد وهو يَكِيدُ بنَفْسِه> أي يَجُود بها، يُريد النَّزْع والكَيْدُ: السَّوْق. (ه) ومنه حديث عمر <تَخْرُج المرأة إلى أبيها يَكِيدُ بنَفْسِه> أي عِنْد نَزْع رُوحِه ومَوْته. (ه) وفي حديث ابن عمر <أنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه سلم غَزَا غَزْوَة كَذَا فرجَع ولم يَلْقَ كَيْداً> أي حَرْباً. وفي حديث صُلْج نَجْرَان <إنَّ عليهم عارِيَّةَ السّلاح إنْ كان باليَمِين كَيْدٌ ذَات غَدْرٍ> أي حَرْب، ولذلك أنَّثَها. (ه) وفي حديث عَمْرو بن (الذي في الهروي: <وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: وما قولك في عقول...> ) العاص <ما قَوْلُكَ في عُقُولٍ كادّهّا خَالِقُها؟> وفي رواية <تِلْك عُقولٌ كادَها بارِئُها> أي أرادَهَا بِسُوء، يَقَال: كِدْت الرجُل أكِيده. والكَيْد: الاحْتِيال والاجْتِهَاد، وَبه سُمِّيت الحَرْب كَيْداً. (ه س) وفي حديث ابن عباس <نَظَر إلى جَوَار وقَد كِدْنَ في الطَّريق، فأمَر أنْ يَنحْينَ> أي حِضْنَ. يقال: كادَت المَرْأةُ تَكِيدُ كَيْداً، إذا حاضَتْ، والكَيْدُ أيْضاً: القَيْء. [ه] ومنه حديث الحسن <إذا بَلَغ الصَّائمُ الكَيْدَ أفْطَر>. {كير} * فيه <مَثَلأ الجَلِيس السُّوء مَثَل الْكِير> الْكِيرُ بالكَسْر: كِير الحَدّاد، وهو المَبْنِيُّ من الطِّين. وقيل: الزِّقّ الذي يُنْفَخ به النَّار، والمَبْنِيُّ: الكُورُ. (ه) ومنه الحديث <المدينة كالكِير تَنْفِي خَبَثَها ويَنْصَع طِيبُها> وقد تكرر في الحديث. وفي حديث المنافق <يَكِيرُ في هذه مرَّة، وفي هذه مرّة> أي يَجْرِي. يقال: كارَ الفرسُ يَكِيرُّ، إذا جَرى رافِعاً ذَنَبَه. ويُرْوَى <يَكْبِن>، وقد تقدم. {كيس} * فيه <الكَيِّسُ مَن دانَ نفسَه وعَمِل لِما بعد الموت> أي العاقل. وقد كاسَ يكِيسُ كَيْساً. والكَيْس: العقل. [ه] ومنه الحديث <أيُّ المؤمنين أكْيَسُ> أي أعْقَل. (ه) وفيه <فإذا قَدِمْتُم فالكَيْسَ الكَيْسَ> قيل: أراد الجماع (عبارة الهروي: <قال ابن الأعرابي: الكَيْس: الْجِماع، وَالكَيْس: العقل. جعل طلبَ الولد عقلاً> ) فجَعل طَلَب الوَلَد عَقْلاً. (ه) وفي حديث جابر في رواية <أتُراني إنما كِسْتُك لآِخُذَ جَملك> أي غَلَبْتُك بالكَيْس. يقال: كايَسَنِي فكِسْتُه: أي كنتُ أكْيَس منه. وفي حديث اغِتسال المرأة مع الرجل <إذا كانت كَيّسَة> أراد به حُسْنَ الأدّب في استِعمال الماء مع الرجلِ. ومنه حديث علي <وكان كيَّسَ الفِعْل> أي حَسَنَه. والكَيْسُ في الأمور يَجْرِي مَجْرَى الرِّفْق فيها. ومنه حديث الآخر: أما تَرانِي كيِّساً مُكَيَّساً * المُكيَّس: المعروف بالكَيْس. وفيه <هذا مِنْ كِيس أبي هريرة> أي ممّا عنده من العِلم المُقْتَنَى في قَلبْه، كما يُقْتَنَى المال في الكِيس. ورَواه بعضهم بفتح الكاف: أي من فِقْهِه وفِطْنَتهِ، لا من روايِته. {كيع} (ه) فيه <ما زالت قُرَيشٌ كاعَةً حتى مات أبو طالب> الكاعَة: جمع كائِع، وهو الجَبان، كبائع وباعَةٍ. وقد كاعَ يَكيع. ويُرْوَى بالتشديد. وقد تقدم. أراد أنهم كانوا يَجْبُنون عن أذَى النبي في حياتِه، فلما مات اجْتَرَأُوا عليه. {كيل} (س [ه]) فيه <المِكْيال مِكيال أهلِ المدينة، والميزان ميزانُ أهل مكة> قال أبو عبيد: هذا الحديث أصل لكل شيء من الكَيل والوَزْن، وإنما يأتَمُّ الناس فيهما بهم، والذي يُعْرَف به أصلُ الكيل والوزْن أنَّ كلَّ ما لَزمه اسم المَخْتُوم والقَفيز والمَكُّوك. والصاع والمُدّ، فهو كَيل، وكلَّ ما لزِمَه اسمُ الأرْطال والأمْناء (في الهروي: <والأمنان> وقال صاحِب المصباح: <المَنَا: الذي يُكال به السمنُ وغيره... والتثنية مَنَوَان، والجمع أَمناء: مثل سبب وأسباب. وفي لغة تميم: مَنٌّ، بالتشديد، والجمع أمنان، والتثنية مَنَّان، على لفظه> ) والأوَاقيّ فهو وزْن (هذا آخر كلام أبي عبيد. وما يأتي من كلام أبي منصور الأزهري. كما في الهروي). وأصل التَّمر: الكَيل، فلا يجوز (عبارة الهروي: <ولا يجوز أن يُباع رِطلاً برطل ولا وزناً بوزن> ) أنْ يباع وَزْناً بِوزن، لأنه إذا رُدَّ بعد الوزن إلى الكيل، لم يُؤَمن فيه التفاضُل (هذا آخر كلام أبي منصور الأزهري. كما في الهروي). وكل ما كان في عَهْد النبي صلى اللّه عليه وسلم بمكة والمدينَة مَكِيالاً فلا يُباع إلاَّ بالكيل، وكا ما بهما مَوْزُوناً فلا يُباع إلاَّ بالوزن، لئلاَّ يَدْخُله الرِّبَا بالتَّفاضُل. وهذا في كل نَوْع تتعلق به أحكام الشَّرع من حُقوق اللّه تعالى، دون ما يَتَعَامَل الناس في بياعاتِهم. فأمَّا المِكْيال فهو الصاع الذي يتَعَلَّق به وُجوب الزكاة، والكَفَّارات، والنَّفَقات، وغير ذلك، وهو مُقدَّر بكَيْل أهل المدينة، دون غيرِها من البُلْدان، لهذا الحديث. وهو مِفْعال من الكَيل، والميمُ فيه للآْلة. وأما الوَزْن فيُريد به الذهبَ والفضة خاصَّة، لأن حَقَّ الزكاة يَتَعَلَّق بهما. ودِرْهُم أهل مكة سِتَّة دَوانِيق، ودَراهم الإسلام المُعَدَّلة كلُّ عشرةٍ سبعةُ مثاقِيل. وكان أهل المدينة يَتَعاملون بالدَّراهِم، عند مَقْدِم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليهم، بالعَدَد، فأرْشَدَهم إلى وَزْن مكة. وأمَّا الدَّنانير فكانت تُحْمَل إلى العَرب من الرُّوم، إلى أنْ ضَرَب عبدُ الملك ابن مَرْوان الدِينار في أيَّامِه. وأمَّا الأرْطال والأمْناء فللناس فيها عادات مختلِفة في البلْدان، وهم مُعامِلون بها ومُجْرُون عليها. (ه) وفي حديث عمر <أنه نهى عن المُكايَلة> وهي المُقَايَسة بالقول، والفعل، والمراد المُكافَأة بالسُّوء وتَرْك الإغْضَاء والاحْتِمال: أي تَقُول له وتَفْعَل معَه مِثْل ما يَقول لَك ويَفْعَل معَك. وهي مُفاعَلَة من الكَيْل. وقيل: أراد بِهَا المُقَايَسَة في الدِّين، وتَرْك العَمَل بالأثَر. (س [ه]) وفيه <أنَّ رجُلاً أتَى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم وهو يُقَاتِل العَدُو، فسأله سَيفاً يُقاتِل به، فقال: لعلَّك إنْ أعْطَيْتُك (عبارة الهروي: <لعلِّي إن أعطيتُكَه> ) أنْ تَقُومَ في الكَيُّول، فقال: لا> أي في مُؤخَّر الصُّفُوف، وهو فَيْعُول، من مالَ الزَّنْدُ يكِيل كَيْلاً، إذا كَبَا ولم يُخْرِج نَاراً، فَشبَّه مُؤخَّر الصُّفُوف به، لأن مَن كان فيه لا يُقاتِل. وقِيل: الكَيُّول: الجبَان: والكَبُّول: ما أشْرَف من الأرض. يريد: تَقُوم فَوْقَه فَتَنْظُر (في الفائق 2/439: <فتتبصَّرْ> ) ما يَصْنَع غَيْرُك.
|